الآن حكومتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية يقومان بجمع
المعلومات على نطاق واسع حول ما نقوم به على الهواتف الذكية، والإنترنت.
كيف يقومون بذالك ؟
تستعمل الحكومات طريقتين رئيسيتين من أجل وضع اليد على هاته المعلومات.
الطريقة الأولى هي العمل مع الشركات التي تستغل الشبكات (مزودوا خدمات
الإنترنيت) من أجل وضع كابلات الأنترنيت و التي تقوم بنقل المعلومات تحت
التصنت الإلكتروني. ثم بإمكانهم تصفية الكميات الهائلة من البيانات و
المعطيات التي يجمعونها, فيما يقومون بتجميع كل هذه المعطيات و تخزينها في
بنك للمعطيات المعلوماتية.
أما التقنية الثانية فتقتضي إستعمال العلاقات العامة مع الشركات العاملة في
القطاع التكنولوجي من أجل وضع اليد على رسائل البريد الإلكتروني وجميع
أنواع المعلومات إلى الخدمات نفسها في الولايات المتحدة.
ماذا يفعلون بهذه المعلومات ؟
في الحقيقة, فإن وكالات التجسس تتخلص من معظم المحتوى الذي تجمعه, حيث
تحتفظ بهذه المعلومات في أنظمتها لمدة ثلاتة أيام قبل حذف أي شيء لايخص
واحدا من أهدافها, على عكس ذالك البيانات الوصفية , (المرسل, المرسل إليه,
بالإضافة إلى معلومات آخرى) فتلك قصة أخرى.
هذه الوكالات تحتفظ بكل المعلومات الوصفية التي تحصل عليها لمدة شهر في
بريطانيا و لمدة تصل إلى سنة كاملة في الولايات المتحدة الأمريكية. الأمر
الذي يعني الملايين من الناس: من يتكلم مع من, من يعرف من, و أين يتواجد اي
شخص إذا كان ذالك ضروريا.
هذه التسريبات تطرح العديد من الأسئلة !
ماذا يعني ذالك ؟
ما هو التوازن بين الحق في الحياة الخاصة وحق السلطات في حمايتنا ؟
الحكومتين الأمريكية و البريطانية تدعيان بأن هذه البرامج التجسسىية تساعد
على إبقائنا في مأمن من الإرهاب.
لكن ماذا إذا تم إتهامك زورا, وهل يجب علينا فقط التسليم بأن الإنترنيت
الأن هو مكان مختلف, يتم تسيره من طرف شركات وحكومات بإمكانها مراقبتنا كما
يشاءون ؟
الأن وبما أنكم تعلمون أنكم مراقبون, كيف سيغير ذالك من سلوكاتكم, الطريقة
التي تتعاملون بها مع أصدقائكم و درجة الثقة التي تمنحونها لمن هم حولكم ؟
هاته التسريبات غيرت إلى الأبد مجرى الإنترنيت, بكل صراحة, هل لدى الخصوصية أي مستقبل على الإنترنيت ؟